الخليل المؤنس بذكر بعض ما دار من الرسائل والقصائد بين العلامة سيدي أحمد سكيرج وأهل تونس
Descriptions
عدد الصفحات: 90 ص
رَبَطَ العَلَّامَةُ سَيِّدِي أَحْمَدُ سُكَيْرِجُ عَلَاقَاتٍ طَيِّبَةً مَعَ كَثِيرٍ مِنْ أَعْلَامِ تُونِسَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ العَلَاقَاتِ ابْتَدَأَتْ فِي مَرْحَلَةٍ مُبَكِّرَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ، وَذَلِكَ بِالصَّدَاقَةِ الحَمِيمِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ تَجْمَعُهُ بِالعَلَّامَةِ الأَدِيبِ سَيِّدِي عُمَرَ الرِّيَّاحِي، فَقَدْ زَارَ هَذَا الأَخِيرُ المَغْرِبَ مَرَّاتٍ، وَكَانَ أَوَّلُ لِقَاءٍ لَهُ بِالعَلَّامَةِ سُكَيْرِجَ بِالزَّاوِيَةِ الكُبْرَى بِمَدِينَةِ فَاسٍ فِي خِضَمِّ سَنَةِ 1328هـ، ثُمَّ اجْتَمَعَ بِهِ ثَانِياً فِي مَدِينَةِ طَنْجَةَ ضِمْنَ الزِّيَارَةِ نَفْسِهَا.
وَكَانَ الأَدَبُ وَالقَرِيضُ مِنْ بَيْنِ القَوَاسِمِ المُشْتَرَكَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، وَهُوَ مَا يَتَجَلَّى بِقُوَّةٍ فِي الرَّسَائِلِ الَّتِي دَارَتْ بَيْنَهُمَا، وَذَلِكَ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ
وَبَعْدَ هَذَا التَّارِيخِ بِسِتِّ سَنَوَاتٍ سَيَزُورُ العَلَّامَةُ سَيِّدِي أَحْمَدُ سُكَيْرِجُ تُونِسَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ، وَكَانَ حِينَهَا عُضْواً بِجَمْعِيَّةِ أَوْقَافِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَقَدْ تَمَّ انْعِقَادُ مُلْتَقَى هَذِهِ الجَمْعِيَّةِ بِمَدِينَةِ تُونِسَ العَاصِمَةِ، وَهُنَاكَ ضَرَبَ العَلَّامَةُ سُكَيْرِجُ عَلَاقَاتٍ مَعَ العَدِيدِ مِنْ أَعْلَامِ البَلَدِ وَأَعْيَانِهِ، كَمَا قَالَ قَصِيدَةً فِي مَدْحِ بَايْ تُونِسَ مُحَمَّدٍ النَّاصِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِي، افْتَتَحَهَا بِقَوْلِهِ:
وَافَتْ تَجُرُّ ذُيُولَ التِّيهِ حَسْنَاءُ * لِعَاشِقِيهَا رَنَتْ فِي العِشْقِ أَعْدَاءُ
رَثَتْ لِحَالَاتِهِمْ مِنْ فَرْطِ وَجْدِهِمُ * وَالعِشْقُ دُونَ الوِصَالِ كُلُّهُ دَاءُ
وَقَدْ نَالَتْ هَذِهِ القَصِيدَةُ إِعْجَابَ البَايْ، الَّذِي اسْتَقْبَلَهُ فِيمَا بَعْدُ ضِمْنَ وَفْدِ جَمْعِيَّةِ أَوْقَافِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَوَشَّحَهُ بِوِسَامٍ عَالٍ.
Reviews