الجامعة العرفانية الوفية، بشروط وفضائل أهل الطريقة التجانية

Descriptions

  عدد الصفحات: 150 ص

يقول المحقق العلامة الدكتور سيدي محمد الراضي كنون الإدريسي الحسني: هذا الكتاب هو جوهرة فريدة في بابه، وهو باب فقه الطريقة الأحمدية التجانية، وقد اهتممت به منذ سنوات عديدة ولت، وأحببته، واخترت الاستشهاد بنصوصه في كثير من مؤلفاتي وتحقيقاتي ذات الصلة بهذا الموضوع،

وهذا النظم يستجيب لرغبة ملحة في المساهمة في إحياء تراث طريقتنا المذكورة، خصوصا إذا تحدثنا عما جمعه وألفه في نطاقها الناظم العلامة السلطان الأسبق المولى عبد الحفيظ، فلا زال معظمه، إن لم يكن كله، حبيس زوايا الإهمال، مخطوطا ومبعثرا هنا وهناك، في خزائن عامة وخاصة، ينتظر وبشغف أن تنهض الهمم لتنفض عنه غبار النسيان، ولتقيه من التلف والضياع وغيره.

وخلاصة القول فالدافع لتحقيق هذا النظم وطبعه والعناية به يسير في إطار الإهتمام بالتراث الصوفي، وعلى وجه التحديد منه تراث طريقتنا التجانية، وقد سبق لي أن قمت بتحقيق نظم منية المريد، للعلامة سيدي التجاني بن بابا العلوي الشنقيطي، كما قمت بتحقيق كتاب نور السراج، في شرح نظم التاج، وهما معا نظمان يدخلان في الإطار نفسه، الذي هو خدمة فقه الطريقة التجانية، من خلال أورادها ومواقيتها وشروطها وقواعدها، وما إلى ذلك من ضوابطها وأحكامها،

وليس لدي تعصب لهذا النظم على الآخر، أو الاقتصار عليه دون الاهتمام بغيرها من الأراجيز التي اعتنت بهذا الباب، وهي في حد ذاتها خمسة لا سادس لها،

لكن اهتمامي بنظم [الجامعة العرفانية] يدخل في إطار تعميق البحث فيه واستيفائه، والنظر في معانيه وفقراته نظرة شمولية مكتملة، خصوصا وهذا النظم قد امتاز على غيره بكثير من الإيجابيات، بحيث كان بمثابة استدراك لما أغفلته الأراجيز التي مرت قبله، والتي تناولت الموضوع نفسه.

ولا يخفى على أحد أن الناظم كان أديبا شاعرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد سبق له أن نظم أراجيز كثيرة في الفقه وأصوله، وفي العقيدة والحديث والسيرة، وما إلى ذلك من فنون أخرى.

فهو ملم بالشعر من جميع جوانبه، ويستطيع أن يعبر عما يريده نظما بكامل السهولة من جهة، وباختيار الألفاظ والمعاني المناسبة الدقيقة من جهة ثانية، أضف إلى ذلك إلمامه الواسع بشؤون فقه الطريقة وآدابها وأورادها، فهو في هذا الميدان عالم جليل مدرك، خبير ذو دراية واسعة.